غزة - وكالات الأنباء:
غادر وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني قطاع غزة اثر لقاءات ليل الاثنين الثلاثاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة اسماعيل هنية من دون التوصل الى اتفاق بشأن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان الشيخ حمد اجرى لقاء ثانيا مع الرئيس محمود عباس بعد اجتماع كان قد عقده مع هنية ثم غادر غزة عن طريق مصر متوجها الى الدوحة. وبعد اللقاء الثاني مع الرئيس الفلسطيني، قال الوزير القطري «هناك نقطتان لم يتم التوصل الى حل بشأنهما ونأمل ان نتوصل في المستقبل القريب الى حلهما«. واضاف ان «النقطة الاساسية في الخلاف هي كيف يكون الاعتراف متبادلا بين اسرائيل والحكومة الفلسطينية وكيف نصل الى صيغة تكون معها دولتان: فلسطينية واسرائيلية«، مشيرا الى ان «العقبة الان ليست مع الفلسطينيين انما مع الاطراف الدولية الاخرى التي يجب ان تعترف بالحكومة الفلسطينية«. واشار الى ان النقطتين اللتين لم يتم التوصل الى اتفاق بشأنهما هما الاعتراف باسرائيل ومبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت العربية في العام 2002 والتي تتضمن اعترافا ضمنيا بإسرائيل. وترفض حماس حتى الان ان يتضمن برنامج الحكومة اي اعتراف باسرائيل او بالاتفاقات الاسرائيلية الفلسطينية وكما تطالب الاسرة الدولية. وفي مؤتمر صحفي في غزة أمس قال غازي حمد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية «لسنا على استعداد لان نعطي اسرائيل شرعية مجانية في الوقت الذي تواصل فيه احتلالها للمناطق الفلسطينية«. اما المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابوردينة الذي شارك في الاجتماع بين الرئيس الفلسطيني والوزير القطري فقال لوكالة فرانس برس ان «الفجوة لازالت كبيرة بين موقف حماس والمتطلبات الدولية خصوصا الاعتراف باسرائيل (...) من اجل التوصل الى حكومة وحدة وطنية«. واضاف ان «رفع جميع العقبات لايزال صعبا (...) والوصول الى حكومة جديدة متعثر وبحاجة إلى وقت«. من ناحيته، قال عباس «اشكر الوزير على الجهود العظيمة التي قام بها من اجل الوصول الى اتفاق يمكننا من الوصول الى حكومة وحدة وطنية«. وقال ياسر عبد ربه، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي شارك في اللقاء ايضا ان «هذه المبادرة العربية هي اخر مبادرة سياسية وبفشلها سيكون الحل هو الذهاب الى انتخابات مبكرة«. من جهة اخرى اكد مصدر فلسطيني طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان «الرئيس عباس والوزير القطري اجريا خلال الاجتماع اتصالات دولية خصوصا مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي من اجل المساهمة بتشكيل حكومة وحدة وطنية ورفع الحصار وإنهاء الازمة«. واضاف انه لمس من الاجوبة انه «لا توجد قناعة لدى هذه الدول بهذه الامور واصرت على الاعتراف باسرائيل«. واوضح ان «المبادرة التي طرحتها قطر اجرى عليها (رئيس المكتب السياسي لحماس) خالد مشعل في دمشق الليلة الماضية تغييرات كما ابدى هنية وطاقم حماس هنا بعض الملاحظات عليها ايضا«. وكان وزير خارجية قطر قد عقد اجتماعا اوليا مع عباس وانتقل بعده للاجتماع مع رئيس الحكومة اسماعيل هنية وعاد بعد انتهائه الى مكتب عباس لعقد اجتماع اخر. واعرب عباس اثر اللقاء الاول عن موافقته على مواصلة الحوار مع حركة حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك في اعقاب الوساطة القطرية. وقال عباس بعد اللقاء ان «الحوار بدأ على اساس الوساطة التي جاء بها الدبلوماسي وزير خارجية قطر«. واضاف عباس «تحدثنا مطولا، وسيتكلم الوزير القطري مع الاخ (اسماعيل) هنية (رئيس الحكومة الفلسطينية) ثم يعود الينا على ضوء النتائج كلها«. وردا على سؤال عما اذا كانت الجهود قد فشلت، اجاب الرئيس الفلسطيني «لم يفشل شيء. ما زلنا نعمل في الطريق. لا نقول فشل شيء، هناك نصوص تبحث وان شاء الله ننتهي« من النقاش. وكان مصدر فلسطيني كبير قد قال لوكالة فرانس برس قبل وصول وزير الخارجية القطري التقى ليل الاحد الاثنين في دمشق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل للبحث في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وقال المصدر الفلسطيني «يبدو ان هناك ردودا ايجابية من حركة حماس بخصوص التوصل الى اتفاق حول برنامج حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة«. وحسب مصدر فلسطيني فان المبادرة التي تبناها وزير الخارجية القطري تتضمن ست نقاط هي التزام الحكومة الفلسطينية بقرارات الشرعية الدولية، والتزام الحكومة بالاتفاقات الموقعة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية بما فيها الموقعة مع اسرائيل، ضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة على حدود 1967 الى جانب دولة اسرائيل كما ورد في خطاب الرئيس جورج بوش، والاتفاق على وقف كل اشكال العنف بشكل متبادل ومتزامن، العمل على تفعيل منظمة التحرير وفق اتفاق القاهرة، تولي منظمة التحرير ورئاسة السلطة والقيادة الفلسطينية مسؤولية الملف السياسي بما في ذلك المفاوضات. وهذه المقترحات تعكس وجهة نظر عباس الذي يريد حكومة مع برنامج معتدل يضع حدا للمقاطعة الدولية القائمة منذ ان شكلت حماس الحكومة الحالية في مارس الماضي. وبالاضافة الى علاقاتها الجيدة مع عباس وحماس، تقيم قطر علاقات تجارية مع اسرائيل التي فتحت مقرا تجاريا في الدوحة ويقوم مسؤولون اسرائيليون بزيارات الى قطر. وقال حسين الشيخ أمين سر مرجعية حركة فتح أمس إن مهمة وزير خارجية قطر في الاراضي الفلسطينية «ليست سهلة«، مثمنا في الوقت نفسه الجهود العربية الرامية إلى رأب الصدع بين مؤسستي الرئاسة والحكومة والخروج بالشعب الفلسطيني إلى بر الامان. وقال الشيخ في تصريحات لإذاعة صوت القدس: «جاء الوزير القطري إلى الاراضي الفلسطينية بمهمة صعبة، فالموضوع كان محط حوار بين التنظيمات الفلسطينية على مدى شهور شهدت فشل كل الوساطات«. وعزا الشيخ فشل الوساطات العربية في حل الازمة على الساحة الفلسطينية إلى «الفجوة الكبيرة والتزمت لدى بعض الفصائل وذلك بتمترسها وراء برنامج يقترب من الرؤيا التنظيمية الحزبية«، مشددا على ضرورة أن يكون هناك تفريق ما بين سياسة الحكومة وسياسة التنظيمات الفلسطينية. وعلى الأرض افاد مصدر طبي فلسطيني ان شابا فلسطينيا قتل فجر أمس بنيران الجيش الاسرائيلي في بلدة الشوكة في رفح في جنوب قطاع غزة. وقال المصدر الطبي لوكالة فرانس برس ان «امين الصوفي (21 عاما) استشهد في ساعة مبكرة من فجر أمس بعد اصابته بعدة اعيرة نارية من قبل قوات خاصة اسرائيلية كانت موجودة في بلدة الشوكة«. واوضح المصدر ان القتيل نقل الى مستشفى «ابويوسف النجار« برفح. وذكر شهود عيان ان الجيش الاسرائيلي اعتقل شابا فلسطينيا اخر من نفس البلدة. وافاد مصدر طبي فلسطيني ان احد افراد حرس الرئاسة الفلسطينية توفي متأثرا بجروح اصيب بها خلال اشتباكات وقعت في غزة الاسبوع الماضي بين افراد من الامن الفلسطيني وعناصر القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية. وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان «رفيق صيام احد افراد حرس الرئاسة استشهد ليل الاثنين الثلاثاء متاثرا بجراحه التي اصيب بها الاسبوع الماضي«. كما افادت مصادر امنية فلسطينية ان تبادلا لاطلاق النار سجل في وسط رام الله في الضفة الغربية بين ناشطين فلسطينيين وعسكريين اسرائيليين نفذوا عملية توغل في هذا القطاع. وقالت المصادر نفسها ان العسكريين الذين توغلوا في رام الله في حوالى ثلاثين سيارة جيب طوقوا مباني تحصن فيها ناشطون من كتائب شهداء الاقصى المرتبطة بحركة فتح.
__________________